Translate

Tuesday 24 January 2012

ولدت ولم اسأل

ولدت ولم اسأل من اختار ليكونا والدي
سميت ولم اسأل هل اعجبني الاسم او لا
ادخلت الى المدارس ولم اسأل ان كنت راضيا بها
لم اختر لون عيناي ولا لون بشرتي ولا طولي ولا اسمي ولا بلدي
لم اختر اين اولد ولم اسأل اين احب ا ان اموت
قالوا لي كن سعيدا ولم يعلموني الفرح
فرضوا علي الحزن ولم يعلموني كيف اتخلص منه
نبهوني من السقوط ولم يعطوني طوق النجاة
ملؤني باحلام وآمال ولم اجد لها مكانا

علموني ان اخاف الله ولم يعلموني ان احبه
علموني الطاعة ولم يعلموني متى اقول لا
قالوا لي ان الحياة رحلة جميلة ولم يعطوني ثمنها كي استمر
علموني الفضيلة ولم اجد مكانا لها
علموني الصدق ولم اجد من يؤمن به
علموني ان اليأس يقتل ولم يعلموا ان الامل الكاذب امضى
علموني الاحترام ولم ينبهوني ان استعماله المفرط سيسيء الي
علموني الثقة والظن الحسن ولم يفقهوا ان الشرير سبقهم وعلمهم الطعن
علموني الوفاء ولم ينتبهوا نه نادر وانه لا يصرف في بنوك الاشرار
علموني المحبة واتقنتها وعلموهم البغض واتقنوه، فغلب بغضهم محبتي لانه اقوى والزمن زمانه
علموني ان لكل وقت نداء ولم يعلموني ان ارفع صوتي لان باعتقادهم رفع الصوت من شيمة الضعفاء
اخيرا ولدت بجنس لم اعلم انه لن يدوم وانه سيتغير مثله مثل باقي الاشياء، وبأن علي أن اكافح واواجه واموت الف مرة في الدقيقة كي اعرف من انا ولماذا علي ان اكون مختلفة حتى ما ولدت عليه سيتغير
وبعد كل هذا الا يكون اليأس والموت رحمة ممن لا يغفل، ونداء للخلاص ، لأننا لن نشعر بالجوع ونحن متخمين من الاكل، ولن نعرف الالم ونحن بصحة جيدة ، ولن نعرف الظلم ونحن ننعم بالامان والحماية، ولن نعرف معنى الخيانة ونحن نسمع عنها في الافلام ، ما اسهل ان نعطي النصائح ، وما اسهل ان نوجه، وما اسهل ان نسافر الى السماء ونحن في فراش من ريش ، وما اسهل النظريات في زمن الانترنت وايصالها الى اكبر عدد من الناس ونحن خلف مكاتبنا دون ان تلفح جباهنا الشمس ودون ان يسقط لنا قطرة من عرق ، وما اسهل غضبنا على من يئن وذلك بابتسامة تدمي اكثر من ظلم
واعلم اني قبلت في جامعة الاب والابن والروح القدس ، لأني بالالم سجلت ، وبالصبر دفعت، واعطيت تنويها بأنني يجب ان اثابر على الالم وعلى تحمله لاستحق الاستمرار وان اكون مجردة من كل شيء الا من المحبة، وقالوا لي علي ان اموت واقوم في اليوم الثالث اقوى مما كنت لاكرر كل يوم موتي وقيامتي من الخطيئة واجاهد لاستحق النعمة

كثير من الالام لا نفهمها ولا نستطيع ان نجد لها تفسيرا ، اذ انها تفوق قدراتنا على الاستيعاب ولذا ترانا عاجزين الا من الوقوف مذهولين ، مكتوفي الايدي امام جسامتها، لانها لم تخطر على بال احد، ولن يعرف عمقها الا من ذاقها ويستحيل ، يستحيل ، يستحيل ، على اي كان مهما بلغ ان يقدر ولو جزء من 100000000000000000 من قساوتها